مقالة: ٢- هل الشيخان ابن باز وابن عثيمين متشددان؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركاً عليه كما يحب ربنا ويرضى، وبعد؛ فإن من سنة الله القدرية أن فطر الله الخلق على أن يكونوا طرفين ووسطا، فالمتساهل يرى المتوسط متشددا، في حين يرى المتشددُ المتوسطَ متساهلا، ومن أميز المتوسطين في فتاويهم من المعاصرين الشيخان ابن باز وشيخنا العثيمين -رحمهما الله-، بين المتشددين -ومنهم الظاهريون- وبين المتساهلين -والذين منهم كثير من المعاصرين وبعض المتصدرين للفتاوى اليوم-، ومتى كان يحق لامرئ أن يصفهما بالتشدد في الفتاوى؛ كان غيره أحق وأولى في وصفه بالتساهل فيها، للفارق الكبير بين المدرستين في دقة الاستدلال وغور الفقه وعمق الخبرة بمقاصد الشريعة وحسن التأصيل، ومن المعلوم أن أبعاد تيسير الشريعة لا يحسن إدراكها كل أحد، بل ذلك من الحكمة التي يؤتيها الله من شاء، ومن يؤت الحكمة؛ فقد أوتي خيرا كثيرا، والراسخون في العلم أولى بإيتائها ممن دونهم في العلم والتحقيق والدين، وما يذكَّر إلا أولو الألباب، أسأل الله الحي القيام أن يرينا الحق حقا، ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه. كتبت هذا لما سمعت بعض الناس يتكلم عن الشيخين وسلوكهما الفقهي! في وقت توجه العوام وغيرهم للرخص ومنهج (الرأي والرأي الآخر)، والمسألة اجتهادية، والدين يسر ..... وليس قصدي الدفاعَ عن الشيخين، فهما في غُنية عن دفاعي، وإنما قصدي حماية العامة من اهتزاز ثقتهم بهما، وهما من أئمة أهل الإسلام هذا الوقت، وما شأن كل من تكلم في أحدهما وفي أمثتلهما إلا كما قال الأول: كناطح صخرة يوما ليوهنها .... فما ضرها ولكن أوهى قرنَه الوعلُ. كتبه/فؤاد بن بشر الكريم الجهني ١٤٤٠/٩/١٨ هج. | ||