• !

الاشتراك فى القائمة البريدية

بدر الفياني

عن بدر الفياني

أبي الحسن بدر بن عبدالحميد الفياني

مقال بعنوان: جمل مختصرة في باب عبر الرؤى.

بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد؛ فهذه جمل مختصرة في باب عبر الرؤى.

*عبر الرؤى:*
من أبواب العلم ثلاثة:
١- باب الفتيا، وهو الأجابة الشرعية في سائر أبواب الدين من أحكام اليقظة والنوم، والحياة والموت على الأسئلة، وهو أشرفها.
٢- باب عبر الرؤى، وهو الأجابة على الأسئلة عن أحداث يراها النائم،
٣- باب علم الرقى، وهو علاج الراقي مريضاً ونحوَه من علة ما بالآيات القرآنية والأذكار.

*حقيقة الرؤى* أنها تفاصيل قصة أو حدث -طالت أم قصرت تلك التفاصيل- يراها المرء في نومه، وتكون أحد أنواع ثلاثة:
١- إما رؤيا حسنة، تبشر بالخير الرائيَ أو من رؤيت له.
٢- وإما رؤيا سيئة، يلقيها الشيطان في قلب النائم ويوسوس له بها وقت نومه، ليحزنه، وليس بضاره منها شيء إلا بإذن الله.
٣- وإما حديث نفس وخواطر طبعية انفعالية من شدة تفكير المرء بها وقت يقظته، يراها وقت منامه.
وقد يتداخل الثالث في الأول أو الثاني.

*حقيقة عَبْرِ الرؤى:* قراءةٌ لتفاصيل القصة أو الحدث التي يقصها الرائي، وتدبر وتفكر في رموزها وإشاراتها التي تحتويها الرؤيا، ثم فهم المعنى أو المغزى الذي تشير إليه تلك الرموز والإشارات، فيذكر العابر ما ينقدح في قلبه من تلك المعاني والمغازي التي استنبطها من الرؤيا.
ثم بعض الرؤى تكون واضحة جلية لا تحتاج لكثير تدير وتأمل ولا عمق تفهم في قصتها، لبروز معالمها، وأحيانا يكون فيها من الإلغاز والإبهام الموغل الذي ربما انغلق معه عبرها على كل عابر.

*من قواعد العبر:*
١- عند قص الرؤيا لا ينبغي ذكرُ شيء من أحداث اليقظة في أحداث الرؤيا إلا باستفسار العابر، حتى لا تنخلط أحداث اليقظة بأحداث المنام، فيؤثر ذلك على صحة العبر.
٢- كلما كان قص الرؤيا أدق؛ كان ذلك لإصابة العابر للحق أوفق.
٣- لا ينبغي عبر الرؤيا السيئة، للنهي الوارد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك، مع استحباب النفث على اليسار والاستعاذة بالله من الشيطان، ومما رأى؛ يفعل ذلك كله ثلاثاً، فإنها لا تضره.
٤- ربما تكون الرؤيا في صورتها سيئة، ولكن في حقيقتها شر ينبغي التنبه له، والحذر والتحذير منه.

*طريق تحصيل عبر الرؤى:*
١- مِنْه ما هو موهبة من الله وعطاء وفتح يَحبِيه اللهُ من يشاء من عباده، نظيرُ موهبة القِيافة والنِّصاتة وعموم صور الفِراسة، كما يوهب بعضُ الناس الفصاحةَ في التعبير والخطاب، وآخرُ العبقريةَ في الجدال وقوة الحجاج والاحتجاج، وثالثٌ الذكاءَ والدهاء في الأقوال والأفعال وسرعة البديهة …..، وهذا النوع الموهوب هو الحظ الأوفر من طريقي تحصيل هذا العلم.
٢- ومنه ما هو مكتسب، وذلك بالقراءة والتدبر والتفكر في النصوص أولاً، والاطلاع على النظائر من وقائع الرؤيا وعبرها تبعاً، وما إلى ذلك مما يساعد على عبر الرؤيا وقراءة رموزها بالمراس وعرض ما يعبر على من هو أعلم منه بذلك.
ومن الناس من يجمع بين هذين الطريقين، وهو أكملهم.

من التعابير المعروفة غالباً، وليس دائماً:
* القيد دين، (واعتصموا بحبل الله جميعاً)، وهو الإسلام.
(فقد استمسك بالعروة الوثقى) وهي الإسلام والدين.
* اللبن فطرة، وهي الإخلاص والصفاء، (لبناً خالصاً سائغاً للشاربين)، ولحديث الإسراء والمعراج، ويؤوّلُ بالعلم، للحديث الوارد بذلك.
* الثوب دين، (ولباس التقوى ذلك خير)، فسمى التقوى وهي الدين لباساً، ولحديث عمر.
* ولمعاني الأسماء أثر في العبر، لحديث دار عقبة بن رافع ورطب ابن طاب.

*تنبيه وتحذير:*
١- يبالغ بعض العابرين في العبر، فيدعي عبر رؤيا ما بتعبير لا مسوّغ له البتة، ولا علاقة للقصة بالعبر، فهذا توهيم من الشيطان واجتراء على الرحمن، لا ينبغي الوثوقُ بأهل هذا المسلك، ولا التلقي منهم، أو النقلُ عنهم.
٢- لا يحق للمرء الاجتراء بالعبر التفصيلي إذا لم يكن ممن منَّ الله عليه بهذه الموهبة، أو اكتسبها بالدراسة والتحصيل، لأنها نوع علم، وإنما العلم إن لم يكن لدنياًّ أي هبة-؛ فهو بالتعلم والدراسة، وقد سمي العبر في القرآن إفتاءاً في أكثر من آية، قال تعالى عن الملك: (أفتوني في رؤياي)، وقال عن يوسف صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان)، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

كتبه/ فؤاد بن بشر الكريم الجهني.
١٤٤٤/٦/٢٩ هـ.
بواسطة : بدر الفياني
 0  0  726