٢٢١- سائل عن حكم تخصيص يوم الجمعة بالصدقة؟
![]() | ![]() | |
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وبعد؛ فقد انتشر في الناس منشور عنوانه (صدقة يوم الجمعة) فسائل يسأل:ما حكم هذا العمل؟ والجواب: الأصل في العبادات أنها غير مشروعة إلا ما جاء الدليل بإثباته منها، فان فُعلت عبادةٌ بغير دليل؛ كانت بدعة، لحديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: *"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه؛ فهو رد"*، وفي لفظ: *"ما ليس منه"* رواه البخاري ومسلم، وفي لفظ لمسلم وعلقه البخاري: *"من عمل عملاً ليس عليه أمرنا؛ فهو رد"*، وقد جاء في خصوص يوم الجمعة لِمَا قد يصنع الناس من البدعة فيه، لأعظمية ذلك اليوم حديث رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: *"لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صومٍ يصومه أحدُكم"*، فكذلك يقال: لا تخصوا يوم الجمعة بصدقة ولا بذِكْر ولا بصلاة ولا بعمرة .... من بين الأيام إلا بدليل، ومما جاء في الدليل صلاةُ الجمعة، فصليناها، والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأكثرناها، والاغتسال تعبداً، فاغتسلناه .... وهلم جرا، وما لا دليل عليه؛ كففنا عنه، وهكذا يكون الاتباع، بعيداً عن الابتداع. وعليه؛ فإن كان صاحب هذا المنشور اطلع على دليل يدل على مشروعية صدقة يوم الجمعة غير ما ذَكر من الدليل العام، فإنه استدلال ليس في محله، وإلا؛ فالعمل بدعة، والله الموفق. كتبه/ فؤاد بن بشر الكريم الجهني. ١٤٤٦/٨/٢٩ هج. | ||
![]() | ![]() |