٦٦- فسائل عن حكم قول القائل: (كن واثقاً بنفسك) هل فيه محذور؟
فسائل عن حكم قول القائل: (كن واثقاً بنفسك) هل فيه محذور؟ والجواب: لا بأس بهذا التعبير على أصح قولي أهل العلم، خلافاً لمن منعه، لأن مقصود الناس بهذه العبارة أن يكون المرء عازم القرار، مُعظِمَ الرغبة في تحقيق مقصود ما، بتجنب مرهوب أو تحصيل مطلوب، ولا يناقض هذا قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين" (د، حم) من مسند أبي بكرة، لأن المعنى ألا يستند المرء ويعتمد على نفسه دون الله، وأما مع التوكل على الله؛ فيثق المرء بنفسه، لكونها مطمئنة، ومن الاطمئنان أن تكون محل ثقة، ولكونها مزكاة، (قد أفلح من زكاها) -تعاهدها-، (وقد خاب من دساها) -أهملها وخلاها- التدسية الإهمال وعدم التعاهد. وعليه فالثقة بالنفس والثقة الذاتية تعبيران تربويان يقصد بهما ألا يكون المرء متردداً لا قرار له، ولا خوّاراً لا عزيمة له، وقد ذكر أبو الوفاء علي بن عقيل أن الناس إذا تعارفوا على معنى سليم للفظ تداولوه؛ تُركوا عليه؛ ولو كان يحتمل معنى فاسداً، حملا للفظ على المعهود عندهم، وهذا منحى شيخنا العثيمين رحم الله الجميع، والدليل: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" (خ، م)، والله الموفق. كتبه/ فؤاد بن بشر الكريم الجهني. ١٤٤٢/٦/١٩ هج. | ||