٨٥- سائل: عن مدى صحة قول الأول: كلانا غني عن أخيه حياتَه ونحن إذا متنا اشد تغانيا
سائل: عن مدى صحة قول الأول: كلانا غني عن أخيه حياتَه ونحن إذا متنا اشد تغانيا الجواب: قد يستغني الرجل عن اخيه زمناً دون زمن أو من جهة دون جهة ولكن استغناء مطلقاً هذا لا يصح لا في الدنيا ولا في الآخرة. أما الدنيا: قال تعالى:{وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ} أي يدفع بعضهم بعضاً في تحصيل الخيرات ويدفع بعضهم بعضاً في الكف والنهي عن المنكرات. وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى من عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" ولا يستغني عضو عن عضو بل يتأثر كل عضو بكل عضو كما هو مدلول الحديث. وقال:"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً"، فكل مؤمن يشد أخاه أو أعانه ويضعف لو لم يعنه. وأما في الآخرة فقال تعالى:{الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} فليسوا أعداءً بل أخلاء ولا تخفى حاجة الخليل لخليله في ذلك اليوم الجلل. وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"ما من أحد منكم بأشد مناشدة لله في استيفاء الحق من المؤمنين يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار"، في إثبات شفاعة المؤمنين في إخوانهم المعذبين في النار. ٢٤/ ٨/ ١٤٢٨هـ | ||