• !

الاشتراك فى القائمة البريدية

بدر الفياني

عن بدر الفياني

أبي الحسن بدر بن عبدالحميد الفياني

مقالة: ٤١- ترجيح عمرة رمضان على عمرة أشهر الحج والعكس.

بسم الله الرحمن الرحيم. وبعد؛ فقد اختلف العلماء في ترجيح عمرة رمضان على عمرة أشهر الحج والعكس.
والأصح الأول، وهو أحد اختياري شيخنا العثيمين رحمه الله تعالى.
لأن عمرة في رمضان تعدل حجة مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في الصحيحين، فإذا كانت العمرة في رمضان تعدل حجة، والحجة أكمل من العمرة، ولا حج إلا في أشهر الحج، دل هذا على أن عمرة رمضان أفضل من عمرة أشهر الحج.
وأما قول من يقول بتخصيص الحديث بأم سنان الأنصارية، فيجاب عنه بأن العبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب، وإنما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأم سنان: ( فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً مَعِي )، ولم يقل: فإن عمرتك في رمضان، فجاءت نكرة لتفيد العموم.
وأما استدلال ابن القيم بكون أن الله تعالى لا يختار لنبيه إلا أفضل الشهور على تفضيل عمرة ذي القعدة على عمرة رمضان ففيه نظر، لأن الأولى ثبتت بفعله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والثانية ثبتت بقوله، هذا من جهة، ولما سبق ذكره أولاً أن عمرة رمضان عدلت حجة لا عمرة، بل حجة معه! ثم عمراته الأربع في حقه هو صلى الله عليه وعلى آله وسلم أفضل، ولكن قد يكون في حق غيره ممن يختلف ظرفه عن حال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم غيرها أفضل، أليس النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام لم يكن يصوم يوماً ويفطر يوماً، بل قال عن صوم يوم وإفطار يومين: (وددت لو أني طوقت ذلك) رواه مسلم عن أبي قتادة. ونظائر هذا شيء كثير.
على أن ابن القيم توقف في ترجيح إحداهما على الأخرى كما حكاه شيخنا العثيمين عنه في تعليقه على البخاري رحمهم الله جميعاً وفي تعليقه على الكافي، وقد حكى الخلاف في ترجيحها على عمرة أشهر الحج هناك ولم يرجح شيئاً، وحكى في تعليقه على مسلم الخلاف في عموم أصل مشروعيتها، وقال: أنا متردد في ذلك، ولكنه جزم بمشروعيتها واستظهر ترجيحها على عمرة أشهر الحج في الشرح الممتع.
وأما الاستدلال بعدم نقل فعل الصحابة لشعيرة ما ثبتت بدليل معتبر فهذا لا يعني أفضلية تركها، وإلا لبطلت شرائع كثير، على أنه روى ابن أبي شيبة عن عمر اعتمر في رمضان. والله تعالى أعلم.
كتبه/ فؤاد بن بشر الكريم الجهني ١٤٣٨/٩/٨ هج.
بواسطة : بدر الفياني
 0  0  668