• !

الاشتراك فى القائمة البريدية

الحسوني

١١١- سائل: عمن سمع المؤذن يؤذن للمغرب فأفطر فتبين بعدُ خطؤه بالأذان قبل الوقت هل عليه قضاء أولا؟

سائل: عمن سمع المؤذن يؤذن للمغرب فأفطر فتبين بعدُ خطؤه بالأذان قبل الوقت هل عليه قضاء أولا؟
الجواب:
أولاً: يجب على المؤذنين تقوى الله عز وجل والتحري والتحقق قبل أن يؤذنوا لما ينبني على أذانهم من المقاصد الشرعية والدنيوية، والأذان لو وقع قبل وقته ولو بتكبيرته الأولى فهو لاغٍ غير صحيح. فلو أخطأ المؤذن بالأذان قبل الوقت لتساهله انبنى على ذلك المفاسد ما يلي: منها:
أولاً: أنه فعل محرماً لكونه أذاناً غير شرعي قبل وقته.
ثانياً: أنه دل الناس بفعله بما ليس حقاً ولا وجهاً صحيحاً فالصائم يفطر بأذانه للمغرب ويمسك بأذانه للفجر، والمصلي قد يشرع في صلاته بأذانه لها والمقسم والمطلق والناذر يرتبون أحكامهم التي أناطوها بالأذان على ما فعل المؤذن.
ثالثاً: أنه إخلال بالأمانة التي ائتمنه عليها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قوله:"الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن....اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين".
رابعاً: أنه إخلال بالأمانة التي أسندها إليه ولي الأمر في البلاد إذا كان موظفاً على الأذان فيها.
فإذا حصل وأخطأ المؤذن بالأذان قبل وقته بمحض الخطأ لا تساهل في ذلك ولا تفريط فإنه لا جناح عليه ولا يترتب على فعله أي ضمانات.
لقوله تعالى:{وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}.
وقد أخطأ بلال رضي الله عنه بفوات الفجر عليه وعلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه الذين كانوا معه وكان قد استحفظه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الفجر فنام حتى طلعت الشمس، والحديث في مسلم عن أبي هريرة وعن أبي قتادة رضي الله عنهما.
وأما بالنسبة لمن أفطر قبل الغروب لسماعه المؤذن يؤذن للمغرب فلا ينفك حاله عن ثلاث:
أولاً: إما أن يركن قلبه لكون المؤذن تعجل في الأذان وأنه أخطأ في ذلك فهذا لو أفطر فقد تعمد قطع صومه وعليه القضاء على قول الأكثرين.
ثانياً: وإما أن يركن قلبه إلى أن المؤذن أذن على الوقت ثقة منه به ولم يبدر في ذهنه أنه تعجل هذه المرة فهذا لا قضاء عليه ولا إثم.
ثالثاً: وإما أن يشعر الصائم بالمجازفة والتسرع في الفطر بناء على أذان المؤذن لكون انقدح في قلبه أنه ربما تعجل فيه فهذا آثم عليه القضاء لأنه متساهل في تحقق مجيء وقت الفطر. والله أعلم.
١٠/ ٩/ ١٤٢٩هـ
بواسطة : الحسوني
 0  0  182