مقالة: ٤٣- جملة من أحكام المرأة المتوفى عنها زوجها
بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد؛ فهذه جملة من أحكام المرأة المتوفى عنها زوجها: أوﻻ: يشرع أن يعزيها من يلقاها بأن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده إلى أجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب! وأن يدعو بهذه التعزية النبوية فيقول: اللهم اغفر لفلان -ويسمي الميت- وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره ونور له فيه. اللهم اغفر لفلان -ويسمي الميت- وبارك ﻷهله في صفقة أيمانهم. يكرر هذا ثلاث مرات. ويشرع لها هي أن تقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها. وتجب عليها العدة بدءاً من الساعة التي توفي الزوج فيها ولو تأخر علمها بوفاته، ومدتها تمام أربعة أشهر وعشر ليال. ثانياًّ: يجب عليها في العدة الإحداد طيلة مدتها على ما يلي: ١ - القرار في البيت الذي توفي زوجها وهي ساكنة فيه. ٢ - اجتناب ملابس الزينة. ٣ - اجتناب الحلي من خواتم وأساور وتعليقات وما إلى ذلك سواء كانت ذهباً أم فضةً أم فالصو أم غير ذلك. ٤ - اجتناب الكحل بجميع أنواعه، وما كان في معناه من مسكرة وظل أجفان وجميع أنواع اﻷرواج والمكياج. ٥ - اجتناب الأطياب والعطور كلها إﻻ الطيب اليسير الذي يجعل في الفوطة النسائية عند الطهر. ٦ - اجتناب الحنا وجميع أصباغ الشعر. ٧ - اجتناب التصريح بخطبة النكاح طيلة العدة. وكل ما تقدم يجوز بانتهاء العدة. وﻻ يجوز قضاؤها للعدة في غير البيت الذي سبق ذكره إﻻ لضرورة كخوفها على نفسها فيه من هدم أو حريق أو سراق أو صائلين، أو بها مرض ﻻ تجد من يطببها فيه منه إﻻ بالخروج منه واﻻنتقال إلى غيره، هذا بالنسبة للانتقال كلياً من بيتها إلى غيره. وأما بالنسبة للخروج العارض؛ فيجوز خروجها في النهار لحاجة ولو للمؤانسة ودفع الاستيحاش بأخواتها وصواحبها وذويها بقدر الحاجة وترجع بعدها، كما ثبت عن غير واحد من الصحابة القول بذلك، وهذا في النهار خاصة كما سبق، وأما في الليل؛ فليس لها الخروج من بيتها إلا لضرورة. وﻻ يشرع لبس اﻷسود بل تقصد هذا من البدع ومن التشبه بالروافض في مآتمهم على الحسين وغيره. ويستحب أن تحتسي التلبينة وهي شربه نخالة الشعير وقد يضاف عليها لبن فإنها مجمة لفؤاد المحزون تذهب ببعض الحزن. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. كتبه / فؤاد بن بشر الكريم الجهني. ١٤٣٦/٩/١٥ هجري. | ||