مقالة: ٨- أحكام التسبيح بالعداد
بسم الله الرحمن الرحيم حكم التسبيح بالمسبحة والعداد: *يشترط لمشروعية إحصاء الأذكار على العداد أو المسبحة ثلاثة شروط: ١- أن يكون استعمالها في الأذكار المقيدة بعدد معين، فاستعمالها في الأذكار المطلقة لا يظهر كونُه من المشروع، لعدم ورود ما يدل عليه مع انتفاء الحاجة إليه. ٢- ألا يتسنن باستعمال العداد أو المسبحة في عد الأذكار المقصودة، وإنما ينوي في استعمال ذلك كونه مجرد آلة ضبط، ووسيلة لإدراك العبادة المقصودة التي هي الأذكار، بخلاف العقد على الأنامل أو على اليد؛ فهو مقصود ومسنون لورود الحديث النبوي القولي والفعلي به. ٣- أن يتعذر أو يتعسر على الذاكر إحصاء الأذكار المقصودة بالأنامل، فإن تيسر له العد بالأنامل؛ فاستعمال العداد أو المسبحة خلاف السنة، وقد يكون مكروهاً. *وأما استدلال المانعين من استعمال المسبحة ونحوها مطلقاً بكون الأصل في العبادات هو المنع*؛ فوسائل تحصيل العبادات إذا تجدد الباعث عليها بعد أن لم يكن موجوداً، أو انتفاء ما كان قبلُ مانعاً منها بعد أن كان موجوداً؛ يصيرها من المصالح المرسلة المعتبرة، ككثير من نظائر المسألة المذكورة، كتحديد أوقات ما بين أذاني كل فريضة، وتحديد أحزاب حفظ القرآن ومراجعاته بتفاصيل لم ترد، وإنما اقتضاها التنظيم أو الضبط …. *وأما الاستدلال بما ورد عن ابن مسعود* من إنكاره على المتحلقين في المسجد حلقاً يجتمعون على ذكر الله بعده بكومات الحصى مع تلقين أحدهم إياهم بذلك (دارمي) من مسند أبي موسى؛ فصورة مختلفة تماماً عن مجرد المسألة المذكورة أعلاه. *وأما استدلال من قال بمشروعية استعمال المسبحة ونحوها مطلقاً بما ورد عن بعض الصحابة* كأبي هريرة وأبي موسى وغيرهما؛ فما ثبت منه؛ فينبغي حمله على ما سبق تفصيله ليكون مستحبا بالشرط السابق، وإلا؛ فأعلى ما يقال فيه إنه فعل صحابي، وأفضل منه فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والله أعلم. ثم من الأذكار المقيدة بعدد كبير قد يتعسر على البعض إحصاؤه بالأنامل، فيليق ضبطه في حقه بالعداد أو المسبحة، وذلك خير من أن يدع تلك الأذكار بالكلية، من ذلك: ١-سبحان الله وبحمده ١٠٠ مرة صباحاً و ١٠٠ مرة مساءاً (م) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ٢- سبحان الله وبحمده ١٠٠ مرة في اليوم أي من طلوع الفجر إلى غروب الشمس (خ، م) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ٣- استغفار الله والتوبة إليه ١٠٠ مرة في اليوم (م) من حديث الأغر المزني رضي الله عنه. ٤- (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) ١٠٠ مرة في اليوم (خ، م) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح، وأعاننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته. كتبه/ فؤاد بن بشرالكريم الجهني. ١٤٤٣/٣/٨ هج. | ||