مقال ٥٠- تنبيه على ما يتناقله الناس من التفكير في الذات ببعض الأسئلة المنشورة
بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد؛ فتنبيهاً على ما يتناقله الناس من التفكير في الذات والسؤال بهل أنا هو بالفعل أنا؟!!! وهل أنا هو أفعالي وكل ما تعلمته طوال حياتي؟!!! وهل أنا عقلي؟!! أفكاري؟!! شخصيتي؟!!…. هل أنا بالفعل نفس الشخص الذي أفكر أنه أنا؟!!! إلى غير ذلك من الأسئلة التي لا معنى لها هادف، سوى تسليط الشيطان على بني الإنسان، وإلقاء الوساوس في قلوب ولو بعض الناس، ومصدر مثل هذه السفسطات -أي ما لا معنى له من العبارات- هم أهل المنطق والفلسفة القدامى، الذين ارتد بعضهم عن الدين، وأصيب جمع منهم بآفات عقلية، وأشغلوا الناس بسخافاتهم، وما أكثر مَن ملأ كتبَ الاعتقادِ الكلاميةَ والكتبَ الفكريةَ بأمثالها، ومِن المسلّم بدهياًّ أنه مما يناقض العقل السليم قبل مناقضة الدين القويم أن نبدأ مِن حيث بدأ مَن انتهوا إلى الجنون أو الإلحاد أو الوسوسة في الكونيات أو الشرعيات، لأن ذلك التصرف هو حقيقة عدم الاعتبار والاتعاظ بالغير، وما أكثر ما يذكِّرُنا الله بأحوال الأمم السابقة الهالكة؛ كيف بدؤوا؟ وإلام انتهوا؟ فيقول تبارك وتعالى: ( فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ). ويقول: (فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ). ويقول: (وَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ). ويقول: (فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ). ويقول: ( فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ). ويقول: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ). فالسعيد -كما قيل- مَن اعتبر بغيره، لا من اعتبر غيرُه به. والغريب في الأمر أن بعض المتثقفة تعتبر هذه الخزعبلات من تطوير الذات!!! وتوسيع مدارك العقليات!!! وهيهات هيهات، فلنحذر أن تعود قلوبنا كالكيزان -أي الأكواب- مجخيةً -أي منكفئةً على وجوهها- لا تعرف المعروف ولا تنكر المنكر. وعليه؛ فلنعرض عن هذه السفسطات والسؤالات السخيفة التي يتعجب من طرحها البسطاء فضلاً عن العقلاء، لسذاجتها، وعديم معناها، وكما قيل: (لسانُك حَصانك، إن صنتَه؛ صانك، وإن أهنتَه؛ أهانك). أسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي ضال المسلمين، وأن يُرِينا الحق حقاًّ، ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً، ويرزقنا اجتنابه، آمين. كتبه/ فؤاد بن بشر الكريم الجهني. ١٤٤٣/١/٢٥ هج | ||