• !

الاشتراك فى القائمة البريدية

محسن الجدعاني

مقال ٥١- المزاح بالترويع والتفزيع وبعض مفاسده

بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد؛ فقد يكون من بعضنا سلوك غير محمود في ممازحة بعضهم لبعض، ومن أبرز صور ذلك السلوك؛ المزاح بالترويع والتفزيع، وهذا كثير جداًّ في المجتمع على مستوى سائر فئاته العمرية، لكنه في الصغار أكثر شياعاً، ومع كون هذا السلوك عديم المصلحة، إلا أنه قد يحتف به جملة من المفاسد، فمنها:

١- مخالفة النهي النبوي الوارد عن رجال من الصحابة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: "لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا"، رواه أبو داوود والترمذي، وصححه ابن مفلح والألباني والوادعي، وبوب البخاري في الأدب المفرد، فقال: (ما لا يجوز من اللعب والمزاح)، ثم روى تحت تبويبه هذا عن يزيد بن سعيد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: "لا يأخذ أحدكم متاع صاحبه لاعباً ولا جاداًّ، فإذا أخذ أحدكم عصا صاحبه؛ فليردها إليه"، وحسنه العيني وصححه الألباني وشعيب، وقال الشوكاني: صالح للاحتجاج.

٢- ما يترتب عليه من الضرر العقلي أو النفسي كلٌّ بحسب قدر فاجعته، ومدى تأثر قلبه بواقعته، فمن ممسوس، ومن مجنون فاقدٍ عقلَهُ، ومن مجلوط بجلطة دموية تعطل بعض منافعه كالمشي أو النطق …، ومن ميت بسكتة قلبية، وأقل الأحوال -مع التكرار - الفزع الدائم والخوف والاضطراب النفسي.

٣- ما قد يقترن من الفزع من اعتداء المروَّع على المروِّع بالضرب أو الدفع الشديد أو الصفع ولو بغير شعور … بل ربما يصل إلى القتل.

فلذلك يجب علينا أن نكف عما حرم الله من هذه الأفعال المشينة، ويجب علينا نهيُ أولادنا عنها، والله الموفق.
كتبه/ فؤاد بن بشر الكريم الجهني.
١٤٤٣/١/٢٨ هج.
 0  0  383