مقالة: ١١- حكم النكت والفكاهات والطرائف
بسم الله الرحمن الرحيم. وبعد؛ فإن ما يسمى بالنكت والفكاهات والطرائف ويراد القصة أو الموقف المضحك إذا كان لا وجه اﻹكثار فليس به أي بأس يل هو من كمال حسن الخلق وسلامة المعشر كما كان أحد الصحابة يضحك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإن كانت كذباً لا حقيقية لها فيحرم التحديث بشيء منها، لينال المرء بذلك فضيلة حديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود ويسلم من مذمته، وهو ما روى مسلم في صحيحه عنه رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا. وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا". وجاء في خصوص الطرائف الكذب حديث بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ". أخرج أحمد أبو داوود والترمذي وحسنه والدارمي، وصححه اﻷلباني وابن باز. وممن صرح بتحريم ما ذكر الشيخ ابن باز وشيخنا العثيمين رحمهم الله جميعاً. كتبه/ فؤاد بن بشر الكريم الجهني ١٤٣٨/٤/٢٠ هج. | ||