١٧٨- سائل: عن التهنئة بآخر العام ومدى شرعية ختم العام بالصوم لأن العبرة بالخواتيم؟
سائل: عن التهنئة بآخر العام ومدى شرعية ختم العام بالصوم لأن العبرة بالخواتيم؟ الجواب: التهنئة بآخر العام في حكمها تفصيل: فإن فعلها المرء يريد التعبد بها يضاهي بذلك ما جاء من الأذكار السببية كان ذلك من الإحداث في الشريعة ما ليس منها. وأما إن فعلها عادة وعرفاً كان ذلك جائزاً ولا بأس به وذلك لأن التهنئة منها ما هو عبادة كتهنئة العيد الواردة عن أبي أمامة وغيره من السلف، ومنها ما هو عادة ليس بعبادة كتهنئة الناجح بنجاحه والقادم بقدومه والموظف بعمله والمولود له بولده – وما روي في التهنئة بالولادة من الخبر لا يصح – نظير التحية فمنها ما هو تعبدي كالتسليم والموادعة النبوية ومنها ما هو عادي كأهلاً وسهلاً وكالله يحيك والله يُسَلِّمُك ونراك على خير وغير ذلك من مطلق الدعاء فمن حيث سبب التهنئة بالعام الجديد هي عادة ليست بعبادة ومن حيث مادتها ومضمونها فهي من مطلق الدعاء. فمن فعلها فلا نقمة عليه ومن أمسك عنها فهو أفضل وهذا من حيث الابتداء -والقول بألا بأس بالتهنئة بدخول العام الجديد وأفضلية عدم البدء بذلك قول الشيخ ابن باز كما في شريط أسباب الثبات عند الفتن. - أما من حيث الرد فينبغي لمن هنئ بشيء من ذلك أن يرد لأخيه تهنئته كما ينبغي أن يرد على أخيه تحيته فإن الله تعالى قال: {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} وتحية لفظ نكرة في سياق الشرط فيعم كل تحية. وقد سألت شيخنا مرة عن التهنئة بالعام الجديد وبرمضان بقولهم: (تقبل الله منا ومنكم ومن العايدين ومن الفائزين وكل عام وأنتم بخير) فقال: رد ولا تبتدئ، أقول: في العام الجديد كونها عادة ظاهر ولكن برمضان فيه نظر لأنها تهنئة بسبب شرعية وموسم عبادة توفر الداعي عليها في العهد النبوي ولم تنقل فالأحوط تركها نظير التهنئة بأداء صلاة الجمعة أو الفرائض الخمس أو غير ذلك، وحديث: "هذا رمضان أتاكم ...." ليس المقصود فيه التهنئة فيما يظهر وإنما هو خبر بفضائل رمضان. وأما غير رمضان فيلزم القائل ببدعية التهنئة به في الأحوال والمناسبات العادية ومن ذلك العام الجديد أن يقول ببدعية كل تهنئة عند كل مناسبة وحال ولا أظنه يلتزم بذلك فلا يرى التهنئة إلا بما ورد، فهاهم الناس يهنئ بعضهم بعضاً ويعزي بعضهم بعضاً بمناسبات عادية كثيرة لا أعلم أحداً ينكرها كالحمد لله على سلامتك لمن شفي، وسلامات لمن أصيب، والله يعطيك العافية لمن يعمل، ومبارك عليك للموظف والناجح، وهنيئاً لك وبالعافية وعافية للطاعم الداعي وغير ذلك كثير كله من قبيل مطلق الدعاء من حيث المادة وهي من ذوق التعامل من حيث السبب. وأما تقصد ختم العام بالصوم لأن العبرة بالخواتيم فهو بدعة لأنه ليس من أسباب الصوم ختم العام وإلا لكان ذلك داعياً لتقصده بالصلاة والأذكار والاعتمار وغير ذلك مما يجعله مسرحاً للتشريع بغير دليل. وأما أن الأعمال ترفع آخر العام فهذا يفتقر إثبات دليل معتبر والمعروف أن أعمال العام ترفع في شعبان كما في السنن (س) عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصححه الألباني. والله أعلم. ١٤٢٧/١٢/٣٠هـ | ||