• !

الاشتراك فى القائمة البريدية

بدر الفياني

عن بدر الفياني

أبي الحسن بدر بن عبدالحميد الفياني

١٧٩- سائل: هل من تحمل حمالةً للصلح بين متخاصمين يشمل تخاصم الفردين كالزوجين ونحوهما أو هو خاص بالفتنة بين الأقوام والقبائل إلى غير ذلك، وذلك لما جاء في صحيح مسلم عن قبيصة بن مخارق عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( ….يَا قَبِيصَةُ، إِنَّ الْمَسْأَلَة

سائل: هل من تحمل حمالةً للصلح بين متخاصمين يشمل تخاصم الفردين كالزوجين ونحوهما أو هو خاص بالفتنة بين الأقوام والقبائل إلى غير ذلك، وذلك لما جاء في صحيح مسلم عن قبيصة بن مخارق عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
( ….يَا قَبِيصَةُ، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا لِأَحَدِ ثَلَاثَةٍ : رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً، فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَهَا، ثُمَّ يُمْسِكُ،…… الحديث)؟

الجواب:
الحَمالةُ -بفتح الحاء- لو نُظر إلى ظاهر اللفظ؛ لكان كل ما يتحمله الإنسان من العهد والالتزامات داخلاً في ذلك، كأنه قال: رجلٍ التزم التزامةً، ولكن الحمالة هنا تُحمل على الحمالة المعهودة في ذلك الوقت -العهد النبوي-، وهذا مما كان حتى في العهد الجاهلي مما أقره الشرع الحنيف، وجاء بتعزيزها، لأنها قيمة من القيم الشريفة، وفيها تحقيقٌ لمصالحَ وإعانةٌ على البر والتقوى.
ما هذه الحمالة المعهودة؟
كان الرجل أو الرجال يدخلون بالصلح بين المتخاصمِين -قوم تشاجروا مع قوم-، فينتهي الشجار بصلح على المال، فيتحمل واحد فأكثرُ تلك الحمالة، ليصلح ذات البين، فمراعاة لهذه المصلحة العظيمة لما فيها من إطفاء الفتنة العامة وإخماد الشر بين الأقوام وحقنا للدماء؛ راعى الشرع هذا المعنى، فجوز أخذ هذا المتحمل من الزكاة مهما كان غنيًا بل ثريًا، وهو ما يسمى بالغارم لغيره، وأما الإصلاح بين اثنين فقط ونحوهما -إما زوجين وإما غيرهما-؛ فلا يدخل في مراد الحديث، لأن هذا مصلحته خاصة بهذين الاثنين، ويمكن تحمل الأفراد إياه دون الحاجة للزكاة، وإما المعهود؛ فمصلحته عامة وعظيمة، وعادة ما تكون حمالة كبيرة،
*وليلاحظ* أن هذه الحَمالة إنما تكون إحساناً وحريٌّ أن يعان عليها متحملُها إذا حملها يبتغي بها الإصلاح، لا رياءاً ولا سمعة -ليقال: ما أعبدَ فلاناً يسارع في الخيرات-، ولا تفاخراً وتباهياً -ليقال: فلان شهم أو من أولي العزم من الرجال …-، كما يشترط ألا يكون ذلك عن تواطئ من المتخاصمِين مع المتحمل ليعطى من الزكاة، فإن هذا العمل دناءة واحتيال على استباحة ما لا يحل، والله الموفق.
كتبه/ فؤاد بن بشر الكريم الجهني.
١٤٤٣/٩/٢١ هج.[/
FONT]
بواسطة : بدر الفياني
 0  0  291