مقال ٦٠- حديث: (يُؤتَى بالشَّهيدِ يومَ القيامةِ..) والحكم على سنده

	بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد؛ فقد تداول بعض الأفاضل حديث عبدالله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: "يُؤتَى بالشَّهيدِ يومَ القيامةِ فيُوقفُ للحسابِ ثم يُؤتَى بالمُتصدِّقِ فيُنصبُ للحساب ثم يُؤتَى بأهلِ البلاءِ فلا يُنصَبُ لهم ميزانٌ ولا ينصبُ لهم ديوانٌ فيُصَبُّ عليهم الأجرُ صبًّا حتى إنَّ أهلَ العافيةِ لَيتمنَّونَ في الموقفِ أنَّ أجسادهم قُرِضتْ بالمقاريضِ من حُسنِ ثوابِ اللهِ". والحديث أخرجه الطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية وأشار هو والدمياطي في المتجر إلى ضعفه، وممن صرح بتضعيفه الألباني في ض الترغيب، وفي الصحيحة، ولكن قوله: لا يمنع ذلك من الاستشهاد به. وقول السيوطي: إسناده لا بأس به؛ فيهما نظر، والأصح أنه ضعيف، ولا يستشهد به، لعلته في السند وفي مضمون المتن، إذ يقتضي فضل المبتلى بمطلق البلاء على الشهيد، وهذا لا يستقيم. أما الجملة في آخره؛ فجاءت من مسند عدة الصحابة عن جابر وابن مسعود مرفوعاً، ولا يمنع من ثبوتها من حيث مضمونها مانع لو صح السند، وفي أسانيدها كلام، من مصحح له ومحسِّن من أهل العلم، ومن مضعِّف، والله الموفق. كتبه/ فؤاد بن بشر الكريم الجهني. ١٤٤٣/٩/١٩ هج.