مقالة ٦٢- تعليقٌ على مقالٍ يخص حال مجتمعنا من حيث المصروفات والمشتريات التموينية تنصيصاً وغيرِها تنبيهاً
بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد؛ فقد نُشر مقال لبعض الفضلاء يتحدث فيه عن الحال التي يعيشها مجتمعنا في الوقت الحالِّ من حيث المصروفات والمشتريات التموينية تنصيصاً وغيرِها تنبيهاً، فأبديت تعليقاً على كلامه في ذلك لحسن مقالته ولطيف تنبيهه، فيقال: صدق وفقه الله، فِعلُنا نحن ذلك ومسايرتُنا لأولادنا في تحقيق رغباتهم بمثل المذكور مواكبةً منا للوقت الحالِّ والتي من صورها كوب القهوة -١٨ ريال- وكأس الشاي -٥ أو ٧- والآيسكريم -١٢ إلى ٢٥- والوجبة العادية -١٠٠ إلى ٢٠٠- ناهيكم عن رغبات النساء كالمكياج -٤٠٠ إلى ١٠٠٠- وفساتين السهرات -٨٠٠ إلى &- …… فِعلُنا نحن ذلك ومسايرتنا لهم في ذلك يترتب عليه من المفاسد شيء كثير، منه: ١- صرفنا للمال الذي سنسأل عنه -عن حلاله وحرامه- بدليل حديث أبي هريرة في قصة أبي الهيثم بن التّيِّهان (السنن): "هَذَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ ظِلٌّ بَارِدٌ، وَرُطَبٌ طَيِّبٌ، وَمَاءٌ بَارِدٌ" وأصل القصة في صحيح مسلم، والخطاب فيها موجه لأبي بكر وعمر وأبي الهيثم بن التّيِّهان!!!!! فما نحن قائلون؟!! ٢- تضييعنا للمال الذي قوام عيشنا عليه، وهو عصب من أعصاب الحياة كما يقال-، وفي التنزيل: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً)، فسمى المال قياماً. ٣- تسليط الباعة الذين لا يخافون الله على أموالنا بل وعلى أنفسنا وأولادنا، فالغبن بهذه الصورة نوع استخفاف بالعقول. ومما أردده: (تَضيعُ مني ٥٠٠ في الشارع وتُلْتَقط، ولا يضحك عليّ تاجر بقيمة مِلْقَط). ٤- تعويدُ أنفسِنا وأهلينا الإسرافَ وعدمَ الاقتصاد فضلاً عن تضييعِ مبدء الادخار، ويا تُرى! أين ما كنا نسمعه قبلاً: (الادخار نصف المعيشة)؟!!!! و: (من قواعد الادخار اشتر ما تحتاجه لا ما ترغبه)؟!!!! فالله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ختاماً أوصي نفسي بِدْءاً وإخوتي ثانياً بأن نُفيق لأنفسنا ونُحكم أحوالنا في الماليات -موضوع الطرح خاصة- وغيرِها كافة، وفقكم الله جميعاً وأصلح أحوالنا طراًّ، آمين. كتبه/ فؤاد بن بشر الكريم الجهني. ١٤٤٣/١١/٣ هج. | ||