١٩٠- سائل عن ظل الله الذي يظل به السبعة هل هو ظله نفسِه أو ظلُّ مخلوقٍ يظل الله به من يشاء؟
بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد؛ فهذا سائل عن ظل الله الذي يظل به السبعة هل هو ظله نفسِه أو ظلُّ مخلوقٍ يظل الله به من يشاء؟ والجواب: توجُّهان: التوجه الأول: تأويل الظل، فمن أهل العلم من أوّل الظل بكونه كرامةَ الله وكنفَه. التوجه الآخر: منهم من قال: هو ظل حقيقي. وهذا الثاني هو الصواب. ثم هؤلاء اختلفوا: القول الأول: أنه ظل ذات الله، ولا نعلم كيف يكون؟ ونُمِر الحديث كما جاء، مع الجزم بأنه لا يلزم من ذلك كون شيء من خلق الله فوقه، بل هو تعالى المحيط بكل شيء وفوق كل شيء، وعليه ابن باز ومفهوم كلام ناصر العقل. قال الشيخ ابن باز جوابًا على سؤال عن حديث: "سبعة يظلهم الله …": (يفسر بهذا وهذا، فالعرش له ظل، والله له ظل لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى، جاء هذا وهذا، جاء ظل العرش، وجاء ظله جل وعلا). وسئل ناصر العقل عن ظل الله المضاف إليه في حديث السبعة؟ فقال: (لا يجوز أن يقال: إنه ظل العرش، وإنما يثبت كما جاء عن الله عز وجل. ….. حديث: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) من حيث المعنى والحقيقة فهو واضح في أذن السامع، لكن تبقى الكيفية الله أعلم بها، والقول بأنه ظل العرش، أو ظل بعض خلق الله، أو ظل يحدثه الله، هذا كله من القول على الله بغير علم، ومن التأويل الذي لا أصل له، بل من اتباع المتشابه الذي نهى الله عنه) انتهى. القول الثاني: أنه ظلُّ غير ذات الله، واختلف أصحاب هذا القول على عدة أقوال: أ- أنه ظل العرش، ومال إليه العسقلاني. ب- أنه ظل يخلقه الله، يظل به من يشاء، قد يكون ظل العرش وقد يكون غيره، مع الجزم بأنه ليس ظل نفسه، قالوا: لأن هذا يستلزم كونَ شيءٍ فوقه يُستظل بالله منه، وهذا لا يليق بجلال الله، وعلى هذا شيخنا العثيمين، والله الموفق. كتبه/ فؤاد بن بشر الكريم الجهني ١٤٤٤/١/٢٦. | ||