• !

الاشتراك فى القائمة البريدية

محسن الجدعاني

مقالٌ بعنوان: (المداومة على صلاة الضحى).

بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد؛ فهذا سائل يقول: ما حكم المداومة على صلاة الضحى يومياًّ؟
والجواب: للشيخ ابن باز رحمه الله كلام صريح ضَمِّنه جملة أدلة قوية في الدلالة على مشروعية المواظبة عليها يومياًّ، حيث قال:
(صلاة الضحى سنة مؤكدة، وقد أوصى بها النبي ﷺ أبا هريرة، وأبا الدرداء، وصلاها ﷺ في بعض الأحيان، وتقول عائشة -رضي الله عنها-: "كان ﷺ يصلي الضحى أربعًا، ويزيد ما شاء الله" رواه مسلم في الصحيح، وصلاها يوم الفتح ضحى ثمان ركعات، يسلم من كل ثنتين -عليه الصلاة والسلام-، وقال -عليه الصلاة والسلام-: "يصبح على كل سلامى من الناس صدقة " والسلامى: المفصل، "يصبح على كل سلامى من الناس صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تهليلة صدقة، والأمر بالمعروف صدقة، والنهي عن المنكر صدقة، ويكفي من ذلك ركعتان تركعهما من الضحى"، هذا فضل عظيم، ركعتان من الضحى تؤديان هذه الصدقات، فصلاة الضحى سنة مؤكدة كل يوم، ومن قال: إنها بدعة أو لا تفعل إلا بعض الأحيان؛ فقد غلط …. فالمشروع للمؤمن والمؤمنة المحافظة على صلاة الضحى، هذا هو السنة) انتهى.
وقال شيخنا العثيمين رحمه الله بمضمون هذا القول، وقال عن الحديث الأخير -حديث السلامى-: لو لم يرد في الأدلة ما يدل على مشروعية المداومة على صلاة الضحى كل يوم إلا هذا الحديث؛ لكان كافياً، لصراحته في الدلالة. انتهى بمضمونه.
ولذا؛ فالسنة المواظبة على صلاة الضحى يوميا حضراً وسفراً، لكون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاها في سفره يوم فتح مكة ببيت أم هانئ كما في الصحيحين من جهة، ولإطلاق أدلة فضل أدائها من جهة، ومن ذلك حديث السلامى، إذ في كل يوم السفر ويوم الحضر حقٌّ على كل سلامى من ابن آدم تطلع عليه فيه الشمس أن يتصدق عنها بصدقة، ويكفي عن ذلك ركعتا الضحى.
قال شيخنا العثيمين رحمه الله: كل ركعتين بثلاث مئة وستين صدقة، لظاهر الحديث.
وأما قول عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ : هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى، قَالَتْ : لَا، إِلَّا أَنْ يَجِيءَ مِنْ مَغِيبِهِ.)، فليس كل ما دل عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله يلزم أن يرد عنه بفعله، إما لعدم نقله اكتفاءا بقوله كصوم شهر الله المحرم، وإما لاشتغاله عنه بأوليات أرجح منه، كتركه للأذان وكثير من الجنائز، وإما لكونه لا يطيقه لأمر ما، كصوم يوم وإفطار يومين حيث قال عنه: "وددت لو أني طوقت ذلك" رواه مسلم.
وأما ما يتناقله البعض من كونه يصلي الضحى غِباًّ؛ فهو مما لم يرد أصلاً، وإنما عبارة صاغها الفقهاء من مضمون أدلة القول والفعل حسب، نظير قولهم لم يكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدع الوتر وركعتي الفجر سفرا ولا حضراً، فالمضمون حق، ولكنه لم يرد حديث بهذا اللفظ البتة، والله الموفق.
كتبه/ فؤاد بن بشر الكريم الجهني.
١٤٤٤/٤/٢ هج.
 0  0  2400