٢٠٢ - سائل يسأل عن حكم هذين البيتين؛ هل فيهما محذور، وذلك قول القائل: (فَاض الحنينُ فمَاذا يَفعَلُ الدَّنِفُ؟! ياكعبة الله! إنِي مَسّنَي التَّلفُ. ياكعبة الله! هَذا النأيُ أوجَعنا إنَي بشَوقيّ إلىٰ "لبيك" أعتَرِفُ).
بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد؛ فهذا سائل يسأل عن حكم هذين البيتين؛ هل فيهما محذور، وذلك قول القائل: (فَاض الحنينُ فمَاذا يَفعَلُ الدَّنِفُ؟! ياكعبة الله! إنِي مَسّنَي التَّلفُ. ياكعبة الله! هَذا النأيُ أوجَعنا إنَي بشَوقيّ إلىٰ "لبيك" أعتَرِفُ). والجواب: البيتان مستقيمان صحيحان، ولا محذور فيهما، وخطاب الكعبة مع كونها جماداً ليس للاستغاثة بها كما قد يتوهمه من يثلِّب البيتين به، بل هو خطابُ مواساة للنفس لتَوْقها للنسك. توجعها على بعد العهد بالحج أو العمرة ونحوهما، وخص الكعبة بالخطاب لتعلق النسك بها، لقوله: (لبيك)، نظيرُ خطاب النبيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم إصبعَه يومَ دَمِيَتْ في غارٍ بغزوة من الغزوات -قيل: إنها أحد-، فقال: (هل أنت إلا إصبع دميتِ/ وفي سبيل الله ما لقيتِ) رواه البخاري ومسلم من مسند جندَب بن سفيان، والله الموفق. كتبه/ فؤاد بن بشر الكريم الجهني. ١٤٤٤/١/١٢ هج. | ||