٢٠٦- سائل عن الأذكار هل من شرط ترتب ثوابَها أن يتعقل الذاكرُ ألفاظَها ويستحضرَ معناها، أو يكفي ذكرُها باللسان مع نية الذكر الوارد؟
بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد؛ فهذا سائل عن الأذكار هل من شرط ترتب ثوابَها أن يتعقل الذاكرُ ألفاظَها ويستحضرَ معناها، أو يكفي ذكرُها باللسان مع نية الذكر الوارد؟ والجواب: الأصح أنه يكفي اللفظُ مع نية الذِّكر؛ ولو بغير تعقُّل المعنى، ولو بغير استحضار الثواب، بل وحتى لو جهل الثواب المترتب عليه. وقاله شيخنا العثيمين رحمه الله، ومعنى ذلك أن أصل الثواب الدنيوي والأخروي يحصل للذاكر ما دام نوى الذكر وتلَفَّظَ به؛ ولو لم يتدبرْه البتة، بدليل إطلاقِ ترتبِ الثواب على التلفظ والقول، ثم يتفاوت كمالُه بتفاوت تدبرِ ذاكرِه، وقوةِ إيمانه ويقينِه به، ومدى تعبده وتذلله لله به، بل وبتفاوت فهمه وعلمه لأبعاد معانيْه، وعليه؛ فلا يقال: من شرط صحة الذكر أو من شرط ترتب أصل ثوابه عليه أن يتدبره أو يستحضر معناه، لعدم اشتراط ذلك في الدليل، فإذا نُص على ذلك؛ كان شرطاً، وإلا؛ فلا، كما نُص على الإيقان بالذكر لنيل ثوابه في ذكر سيد الاستغفار، حيث فيه: "موقن به...." (خ) من مسند شداد بن أوس رضي الله عنه، ففي هذا وأمثاله يشترط، وإلا؛ فلا، والله أعلم. كتبه/ فؤاد بن بشر الكريم الجهني ١٤٤٥/٦/٢ هج. | ||