٢٠- سائل: عن صاحب المعصية كيف يحرم مجالسته أثناء معصيته مع أنه يجوز له مجالسة الكفار؟
سائل: عن صاحب المعصية كيف يحرم مجالسته أثناء معصيته مع أنه يجوز له مجالسة الكفار؟ والجواب: كفر الكافر إما أن يظهر عليه فيتكلم بسب الله عز وجل أو رسوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام أو غير ذلك أو يفعل شيئاً من مظاهر الكفر كالسجود لغير الله والتعبد لغيره فيحرم على امرئ مجالسته وقتئذٍ. وإما أن يكف عن ذلك كله مع امتلاء قلبه بالكفر – جحداً وإعراضاً واستكباراً – فيَجُوز مجالسته لنقاء ظاهره القولي والفعلي وعلى نفس الكافر إثم كفره الباطني بدليل قوله تعالى:{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} مفهوم الآية: فإذا خاضوا في حديث غير الكفر بآيات الله والاستهزاء جازت مجالستهم ولو مع امتلاء قلوبهم بتكذيبها. وإنما أرخص الله لنا مجالستهم بمجرد خوضهم في حديثٍ غير الكفر ولم يشترط لجواز مجالستهم توبتهم من ذلك فقال:{حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} ولم يقل: "حتى يتوبوا". وصاحب المعصية إن فعل المعصية وانتهى من مباشرتها جازت مقاعدته ولو للاستئناس في غير معصية على أصح قولي أهل العلم وهو قول شيخنا خلافاً لمن يحرمها كالشيخ ابن باز رحمهما الله. وأما لو وجدت عين المعصية أي ما يزال العاصي يباشر معصيته فإنه لا يجوز القعود معه عليها للآية والله أعلم. ٢٧/ ٥/ ١٤٢٨هـ | ||