• !

الاشتراك فى القائمة البريدية

بدر الفياني

عن بدر الفياني

أبي الحسن بدر بن عبدالحميد الفياني

٥٤- فسائل عن حكم التغني بالأذان وترتيله؟

بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد؛ فسائل عن حكم التغني بالأذان وترتيله؟

والجواب: لا يشرع التغني بالأذان ولا الترنم به، وإنما المشروع رفع الصوت به، وجماله بلا تغنٍ. ويبين ذلك بما ورد في شأن الأذان.
أما رفع الصوت به؛ فلحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْأَنْصَارِيِّ ثُمَّ الْمَازِنِيِّ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ لَهُ : إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بَادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ ؛ فَإِنَّهُ لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ، إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.
أما جمال الصوت بالأذان؛ فلحديث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ في قصة تشريع الأذان؛ قال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ، فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ، فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ، فَإِنَّهُ أَنْدَى (وأمَدُّ) صَوْتًا مِنْكَ" (د، ت، جه)، وزيادة (وأمَدُّ)؛ للترمذي، وسنده ثابت.
ومعنى (أندى منك صوتاً) اشتقاقاً:
من النداء -وهو رفع الصوت-.
ومن النداوة -وهي جمال خامة الصوت وحدتُه-.
وليس يتضمن ذلك التغني بالأذان ولا ترتيله، ألا ترون قراءة القرآن؛ لم نتعبد الله بالتغني به والترنم وبالترتيل والتجويد -بلا مبالغة- إلا لأننا أمرنا في نصوص الوحيين بكل ذلك، ولو لم تَرِدْ الدعاية إلى ذلك؛ لم يكن هذا مشروعاً، بل ممنوعاً، فلما لم يرد في الأذان نظير ما جاء في قراءة القرآن؛ كان ذلك في الأذان ممنوعاً، وقد نص الشيخ محمد بن إبراهيم في مجموع فتاواه على أن التغني بالأذان بدعة، ومال شيخنا إلى ذلك، حيث حكاه في الشرح الممتع وأقره،.
وليتنبه إلى أنه يقال في سائر الأدعية والأذكار ما قيل في الأذان من تجنب التغني به وترتيله، والله الموفق.
كتبه/ فؤاد بن بشر الكريم الجهني.
١٤٤٢/٥/٢٧ هج.
بواسطة : بدر الفياني
 0  0  204