• !

الاشتراك فى القائمة البريدية

محسن الجدعاني

مقالة: ٣٨- الأذكار بعد الوضوء

بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد؛ فالأذكار التي تقال بعد الوضوء:
١- (اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي في رزقي).
دليله: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: (أتَيْتُ رسولَ اللهِ ﷺ بوَضوءٍ، فتوضَّأ، فسمِعْتُه يقولُ ويدعو: "اللَّهمَّ اغفِرْ لي ذَنْبي، ووسِّعْ لي في داري، وبارِكْ لي في رِزقي"، فقُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ، سمِعْتُكَ تدعو بكذا وكذا، قال: "وهل ترَكْتُ مِن شيءٍ؟!") رواه النسائي في السنن الكبرى، وصحح سنده النووي وابن الملقن وابن القيم، وأما الألباني فضعفه وتعقب من صححه من مسند أبي موسى رضي الله عنه بقصته، ولكنه يحسن جملة الدعاء من مسند أبي هريرة رضي الله عنه، ولذا قال الألباني رحمه الله: (فقدنا البركة في بيوتنا بسبب عدم عملنا بسنة نبينا ﷺ في قول: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي" بعد الوضوء).

٢- (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبد الله ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-)
أو (أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-)، ويزيد: (اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين).
دليله: عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: "ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ الوَضُوءَ، ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ، يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ". وفي رواية: فَذَكَرَ مِثْلَهُ غيرَ أنَّه قالَ:" مَن تَوَضَّأَ؛ فقالَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ"، ورواه الترمذي وزاد بعد الشهادتين باللفظ الآخر:"اللهمَّ اجعلْنِي مِنَ التَّوّابينَ، واجعلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ".

٣- (سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ).
دليله: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (من توضأَ، فقال: سبحانك اللَّهمَّ وبحمدِك، أشهدُ أن لا إلهَ إلا أنت، أستغفرُك وأتوبُ إليك؛ كُتِبَ في رقٍّ، ثم طُبِعَ بطابعٍ، فلم يُكْسَرْ إلى يومِ القيامةِ) رواه النسائي في الكبرى، والبيهقي في الدعوات الكبير، والطبراني في الأوسط، بسند صحيح، والأكثرون هكذا على وقفه، وصححه البعض مرفوعا، وله شاهد عن أنس رضي الله عنه عند النسائي في الكبرى، قال عنه ابن الملقن في البدر المنير: (صحيح على شرط الشيخين)، وعلى كلا الاحتمالين؛ فالخبر مرفوع حكماً، لأن مثله لا يقال بالرأي، نظير ما قاله العسقلاني في النكت في ذكر كفارة المجلس عن أبي سعيد نفسه باللفظ الموقوف: (إسناده صحيح، وهو موقوف، لكن له حكم المرفوع، لأن مثله لا يقال بالرأي).
تنبيه: ذكر ابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكار الخبر المذكور أعلاه عن أبي سعيد الخدري، وفي أوله أنه قال: (من قالَ؛ إذا توضَّأَ: بسمِ اللَّهِ، وإذا فرغَ قالَ: أشْهَدُ ...)، فذكره ثم قال: (إسناده صحيح).
وهذا فيه أن ما يقال قبل الوضوء (بسم الله)، أي بغير زيادة (الرحمن الرحيم)، فهو تفسير لما جاء في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: (لَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ) رواه أبو داوود وابن ماجه.
ولهذا المرفوع شاهدٌ عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل مرفوعاً، عند الترمذي وابن ماجه.
وشاهد آخر عن سهل بن سعد وعن أبي سعيد الخدري مرفوعاً، كلاهما عند ابن ماجه، والله الموفق.
كتبه/فؤاد بن بشر الكريم الجهني.
١٤٤١/٨/٢١ هج.
 0  0  375