• !

الاشتراك فى القائمة البريدية

admin

مقالة: ٦- تعليق على القول بأن الحكمة من نفض الفراش بصنفة الإزار هي قتل الخلايا المتناثرة من الجسد

بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد؛ فتعليقا على ما نشر مؤخرا من أن الحكمة من نفض الفراش بصنفة الإزار -داخلته- هي قتل الخلايا المتناثرة من جسد الإنسان.... يقال:
في موقع الإسلام سؤال وجواب للشيخ محمد بن صالح المُنجِّد وفقه الله:
(روى البخاري (٦٣٢٠) ومسلم (٢٧١٤) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي ، وَبِكَ أَرْفَعُهُ ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا ، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ ) .
قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم" : " ( دَاخِلَة الْإِزَار ) : طَرَفه , وَمَعْنَاهُ : أَنَّهُ يُسْتَحَبّ أَنْ يَنْفُض فِرَاشه قَبْل أَنْ يَدْخُل فِيهِ , لِئَلَّا يَكُون فِيهِ حَيَّة أَوْ عَقْرَب أَوْ غَيْرهمَا مِنْ الْمُؤْذِيَات , وَلْيَنْفُضْ وَيَدُهُ مَسْتُورَة بِطَرَفِ إِزَاره , لِئَلَّا يَحْصُل فِي يَده مَكْرُوه إِنْ كَانَ هُنَاكَ " انتهى .
وبهذا تعلم أن نفض الفراش يكون عند إرادة النوم ، ويكون بطرف ثوبك أو غيره .
والله أعلم). انتهى كلام المنجِّد.

وقال الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم -داعية بوزارة الشؤون الإسلامية- وفقه الله مقتصرا على ذكر ما رأيتُ من المناسب ذكره من كلامه: (الحديث المشار إليه رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فِراشه بِدَاخِلة إزاره ، فإنه لا يدري ما خَلَفَه عليه .
وفي رواية لمسلم : إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ ، وَلْيُسَمِّ اللَّهَ فَإِنَّهُ لا يَعْلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ .
وفي رواية للإمام أحمد : إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بِدَاخِلة إزاره ، فإنه لا يَدري ما حَدَث بعده .
ولا يَصِحّ ما قيل مِن الإعجاز العلمي التجريبي ؛ لِعِدّة اعتبارات :
الأول : قوله عليه الصلاة والسلام : فَإِنَّهُ لا يَعْلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ . وفي رواية : فإنه لا يدري ما خَلَفَه عليه .
وهذا دالّ على أن المقصود منه ما يدخل في الفراش مِن الهوامّ وغيرها مما قد يَخْفَى ولا يُعلَم .
قال البغوي في " شرح السنة " : قوله: " ما خلفه " يُريد : لعل هامة دَبَّت فصارت فيه بعده . اهـ .....
الرابع : ما جاء في رواية مسلم : " وَلْيُسَمِّ اللَّهَ " ، فالأمر بالتسمية يدلّ على أنه قد يكون ما خَلَفه عليه جنّ لا يرى .
الخامس : ما قاله العلماء التماسا من حِكمة تخصيص داخل الإزار دون ظاهرِه ، يتنافى مع ما قيل إنه إعجاز علمي .
قال النووي : " دَاخِلة الإزار " طرفه ، ومعناه أنه يُستحب أن ينفض فراشه قبل أن يدخل فيه لئلا يكون فيه حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات . اهـ .
وقال ابن حجر : والمراد بالدَّاخِلة : طرف الإزار الذي يلي الجسد . قال مالك : دَاخِلة الإزار ما يلي داخل الجسد منه ...
ووقع في رواية أبي ضمرة في الأدب المفرد : " وَلْيُسَمّ الله ، فإنه لا يَعلم ما خلفه بعده على فراشه " أي : ما صار بعده خَلَفا وبَدلا عنه إذا غاب . قال الطيبي: معناه : لا يدري ما وقع في فراشه بعد ما خرج منه مِن تراب أو قذاة أو هوام .
ويُنظر لذلك : " فتح الباري ، لابن حجر " (١١ / ١٢٦ ، ١٢٧) .
ولست ضدّ إثبات الإعجاز العلمي التجريبي ، وإنما ضدّ المسارعة في تصديق كل ما يَرِد....
ولأن ذلك يُشعر في كثير من الأحيان بالهزيمة النفسية التي تكون لدى بعض المسلمين، فإذا ما سمعوا شيئا من الغرب سارعوا إلى تكلّف إيجاد ذلك في نصوص الوحيين .
ورُبّما كانت نظريات، أو نُقولا لا تثبُت، فتُعرَّض نصوص الوحيين للتكذيب، إذا لم تثبت تلك الأقوال والنظريات، والله أعلم) انتهى كلام السحيم.

وزيادة على ما ذكر الشيخان الفاضلان - المنجد والسحيم-؛ يقال:
على أن في المقطع المنشور كلام لا معنى له، حيث مما ذكر المتكلم أن الغربيين استعملوا المنظفات... لإزالة الخلايا الميتة المتساقطة.... ولا جدوى وأنهم لم نفضوا مجرد نفض زالت!!! فهذا غير مقبول من الناحية الحسية، وإنما التعليل الذي ينبغي أن توجه به نصوص الوحيين إما أنه حسي ومعنوي توقيفي، وإما معنوي توقيفي فقط مما ذكر ضمنا في النقول السابقة، وقد جاء ما قد يكون من حِكَم الأمر بالنفض، فعن أبي أمامةَ رضي الله عنه موقوفا عليه قال: (إن الشيطانَ يأتي إلى فراشِ أحدِكم بعدما يفرشُه أهلُه ويهيئونه، فيلقي عليه العودَ والحجرَ والشيءَ ليغضبَه على أهلِه، فإذا وجد ذلك؛ فلا يغضبْ على أهلِه، قال: لأنه من عملِ الشيطانِ).
قال الألباني رحمة الله عليه في صحيح الأدب المفرد ٩٠٧: (حسن الإسناد، وصح مرفوعاً عن أبي هريرة نحوه). انتهى كلام الألباني، والله الموفق.
كتبه/فؤاد بن بشر الكريم الجهني
١٤٤٠/١٢/٢٧ هج.
بواسطة : admin
 0  0  885